Sunday, July 20, 2008

حليم.. حكاية شعب ولا حكاية نظام..؟




يمكن حكاية روح.. لامؤاخذة يا عدوية


حليم أسطورة الغناء التي صنعها إعلام الثورة قبل أن تصنعها إختياراته وأغانيه.. هل كان حليم مطربا للنظام؟


حليم الطفل والشاب الذي عاش حياة بائسة وشق طريقه في عالم الفن مستندا إلى حنجرته التي يملؤها الإحساس، ساقه القدر إلى الغناء في عيد الثورة الأول ونجح إعلام الثورة بشكل كبيرفي صنعه كأول حالة نجاح أوكأول هدية من الثورة للشعب المصري.


من يومها أطلق حليم لحنجرته العنان وحدد أغانيه بين العاطفي الذي يحبه الجمهور والوطني الذي يرضى عنه النظام.


في الحقيقة لم يغن حليم سوى أغنية وطنية واحدة خرجت من قلبه بمنتهى الصدق ولمعت فيها حنجرته كما لم تلمع من قبل " عدى النهار " والتي غناها عقب النكسة، فيما عدا تلك الأغنية سخر حليم موهبته وفنه لخدمة النظام فغنى للاشتراكية والسد العالي وأغانيه عن " ثورتنا المصرية " والقومية العربية التي نادى بها عبد الناصر الذي لم يتركه ولم يتركنا حليم دون أن يصب على آذننا أغاني من عينة" يا جمال يا حبيب الشعب " وغيرها.


بعيدا عن فكرة إذا كان حليم أداة من أدوات النظام أو أنه اختار أن يغني للنظام بإرادته، يبقى خطأ حليم الأكبر والأهم هو غناءه لفترة سياسية معينة أو لنظام أو لفرد بأعينهم،فلم يحسب حليم وقتها حسابا للزمن الذي ربما يثبت عكس ظن حليم ، فضلا عن إهداره لفنه في غناء لن يعيش، فمن منا يفكرفي سماع أغنيات حليم التي ترتبط بالثورة وبعبد الناصر؟


لم نعد نسمع تلك الأغاني إلا في يوم عيد الثورة على شاشات التليفزيون المصري أو عبر موجات الأثير ولو تغير النظام الحاي بنظام آخر لا يؤمن أو بناصر ستعدم تلك الأغاني ولن نسمع عنها مجددا.


الخطأ هو خطأ كل فنان يجنح بفنه نحو إرضاء السلطة.. أعجبني يوسف شاهين شفاه الله حين قال يوما " الفنان يجب أن يبقى دائما على يسار السلطة فالفنان دائما يسعى نحو الأفضل له ولبلاده " انتهى كلام شاهين الذي عرف كيف يحترم فنه وفشل حليم في هذا.


يبقى حليم مطربا عاطفيا مميزا مازلنا نردد أغانيه العاطفية حتى الآن لكنه في رأيي لم يكن الأفضل ولم يكن يوما أسطورة.



ده مقال كنت نشرته من سنتين تقريبا في مثل هذا الوقت اثناء احتفالات الثورة