Wednesday, May 2, 2007

أنا مش معاههم .. مين فينا المُغيب؟



الفارق بين الإلتزام والتعصب شعرة , وشعرة تفصل بين التعصب والتطرف..!! من منهم المغيب ؟ هل هو الشاب الذي يقضي حياته في رسوب دراسي ونزوات جنسية ومخدرات ؟ أم هي تلك الفتاة المتدينة إلى حد التزمت ؟
هذا هو السؤال وتلك هي القضية التي يطرحها الفيلم الرائع أنا مش معاهم.

بالنظر إلى أفيش الفيلم تجد نفسك حائرا بين إسمين الأول هو أحمد عيد الذي تشجعك تجاربه السابقة وكان آخرها الفيلم البديع ليلة سقوط بغداد على دخول الفيلم والآخر هو أحمد البدري مخرج الفيلم والذي أيضا تجد تجاربه السابقة تشجعك على دخول فيلم آخر. تشجيع أحمد عيد لي ورغبتي في إعطاء أحمد البدري فرصة أخيرة كمشاهد للسينما جعلتني أحسم أمري وأدخل على شباك التذاكر.

عمرو المنياوي شاب ينتمي لعائلة ثرية بلغ الثلاثين من عمره ولايزال يدرس في كلية الطب التي اضطرته أمه إلى الإلتحاق بها , يقضي عمرو حياته في عربدة بلا هدف توضح كم إحباطه ويأسه من الحياة رغم توافر كل سبل الحياة الكريمة له.

فرح هي تلك الفتاة الجامعية الجميلة المحجبة الملتزمة التي تزامله في الكلية والتي يعجب بها عمرو وتدفعه الظروف إلى أن يحميها من عساكر الأمن المركزي الذين خلعوا حجابها أثناء أحد المظاهرات , يقبض على عمرو وأصدقاءه على سبيل الإشتباه في الإنضمام لجماعات محظورة , تبدأ الفتاة في البحث عنه للسؤال عليه وقد فهمت أنه أحد الملتزمين دينيا وأخلاقيا , تقود الأحداث عمرو وفرح ويتبين أن إنفلات عمرو رغم انتسابه لأسرة محافظة سببه أنه لا أحد كان يهتم بما يريد أن يفعل هو في مستقبله , فيما كان حجاب بشرى والتزامها الذي وصل لحد التزمت كرد فعل طبيعي لإنفلات أسرتها الأخلاقي.

إنقسام حفل خطوبة عمرو وفرح بين قاعتين إحداهما يحيي الحفل فيها عمرو دياب ونانسي عجرم وهيفاء وهبي والثانية يحييها منشد إسلامي , أوضحت لنا الفجوة والإنقسام الديني والأخلاقي في المجتمع المصري وأن التحرر الكامل والتزمت أصبحوا القاسم المشترك في المجتمع المصري.

يقع عمرو في حب فرح وتحبه هي الأخرى فيبدأ هو في التغير وترك حياة العربدة والإنخراط في حياته الجديدة وتبدأ هي في الخروج مع مثلا بدون محرم بعد أن كانت ترفض ذلك تماما , بعدها تكتشف فرح أن عمرو كان يخدعها وأنه قد إنخرط في حياتها كي يتسلى فقط فتتركه وتكرهه وتكره إلتزامها فتخلع حجابها وتنطلق بالملابس المكشوفة , فيما أصبح هو أكثر التزاما من ذي قبل نتيجة حبه لها , يفاجأ عمرو بتغير سلمى وتفاجأ هي بتغيره فتعود لحجابها والتزامها مع الإعتدال وبعد أن نصحها الدكتور حلواني ( باسم السمرة ) زميلهم في الكلية والملتزم أيضا بأنه يجب أن تفرق بين الإلتزام والتعصب. ينتهي الفيلم بالتقاءهما في الإستاد لتشجيع المنتخب في بطولة إفريقيا وهي التي رفضت أن تذهب لمباراة أخرى قبلها للاستاد بحجة أن الكرة مضيعة للوقت , غير أن نهاية الفيلم حملت قدرا من الكروته جعلني أأسف أن ينتهي فيلما جميلا كهذا بخطأ ساذج جدا .

تعالوا نعرف بقى ايه هو الخطأ دا .. الخطأ أن عمرو وفرح بعد أن تقابلا في نهائي كأس الأمم الأفريقية في فبراير 2006 وبالطبع تزوجا بعدها , ينتقل المخرج في لقطات سريعة لعرض حياتهم بعد الزواج فتجد أن عمرو قد اصطحب زوجته فرح وابنه الذي لا يقل سنه عن 3 أو 4 سنوات إلى السينما لمشاهدة فيلم الآباء الصغار لدريد لحام والذي عرض قبل كأس الأمم الأفريقية ..!!

قدم أحمد عيد دوره بتفهم وخفة دم مدهشة ووضع هذا النجم الشاب نفسه في طريق أود من الله أن يستمر فيه لتقديم كوميديا راقية محترمة تحترم عقل المتفرج.
بشرى قدمت أفضل أدوارها على شاشة السينما وجعلتنا نتعاطف معها تماما رغم تزمتها.
إدوارد يمتلك خفة دم وحضور لطيف على الشاشة وكان حضوره ممتعا.
لا أدري لماذا إختار ممثل مهم بحجم باسم السمرة دورا صغيرا خفيفا لا يبرز موهبته الكبيرة في هذا الفيلم , غير أنه وللحق كان حضوره ممتعا فهو يمتلك كاريزما رائعة.
احمد البدري قدم فيلما جيدا بحق , ليته بدأ به فلم نشاهد لخمة الرأس أو غيرها.

الخلاصة أن أنا مش معاهم فيلم كوميدي لطيف يطرح قضية شائكة ويشير بأصابع الإتهام لمنظومة إحتماعية أوصلت المجتمع المصري لحالة إنفصام غير منطقية.

7 comments:

Anonymous said...

شجعتنى من قبل بحديثك عن الفيلم لرؤيته
والآن تزيد حماسى للحاق به فى دور العرض قبل أن يرفع

وتحياتى لاسلوبك المميز فى النقد

ولملاحظتك المميزة عن نهاية الفيلم

ويؤسفنى ان يكون لكل فارس كبوة
ولكل فيلم جميل غلطة ...!!!0

Anonymous said...

شجعتنى من قبل بحديثك عن الفيلم لرؤيته
والآن تزيد حماسى للحاق به فى دور العرض قبل أن يرفع

وتحياتى لاسلوبك المميز فى النقد

ولملاحظتك المميزة عن نهاية الفيلم

ويؤسفنى ان يكون لكل فارس كبوة
ولكل فيلم جميل غلطة ...!!!0

nohamy said...

نقدك مميز يا صبري

واسلوبك بسيط و رائع

صبري سراج said...

متشكر اوي يا رجالة ربنا يخليكوا ليا ولشعب المدونين كله

Anonymous said...

بصراحه تحليل رائع..
أنا أكني شوفت الفيلم,,


أسلوبك يا صبري بجد رائع..

أتمنى لك المزيد من التوفيق..والتحليل:)

شباب روش طحن said...

الحقيقة أنت عرضت فكرة الفيلم والرسالة التي يريد أن يقدمها لنا الفيلم بأسلوب جيد وممتاز ولكن أنا بصراحة لم أشاهد الفيلم حتي الأن حيث أن هذا الفيلم لم يعرض في المدينة المقيم أنا فيها حتي الان ولكن أنا فهمت من الإعلانات ان الفيلم بيكلم عن واحد تورط مع جماعة إسلامية وهو كان برائة بصراحة عجبني أسم الفيلم جدا لأنه كان بيعبر عن حالتي الشخصية فأنا كمان قولت كتير أنا مش معاهم لكن لا حياة لمن تنادي المهمخ أحمد عيد فعلا من الناس المهمة

شباب روش طحن said...

أحمد عيد من الممثلين الكويسين جدا

مساء الفل